أخبار الإنترنت
recent

المثقف الأيقونة

المثقف الأيقونة









ما الفرق بين المثقف والأيقونة؟ وكيف أصبح المثقف ينافس نجوم هوليوود، ونجمات بوليود؟ وكيف أصبح هذا الأخير نجما متألقا في سماء الآلة الإعلامية؟

إذا حصل (مزيفون) على مكان دائم على الشاشات، فلأنهم يقولون ما يكون الجمهور مهيأ لسماعه، وينسلون منزلقين في السائل الذي يحمي جنين الفكر المشترك، تزداد مصداقية (المزيف) كلما مضى أكثر باتجاه الأفكار المسبقة والرياح السائدة، ولولا ذلك كما حدث في حالات كثيرة، بتقديم نفسه على أنه يخالف ما يعتبر سليما بالمنظور السياسي، وإذا كان جوهر وظيفته يرتكز على عدم التردد في نسف الأفكار الجاهزة إذا كانت خاطئة، فانه يعمد بالأحرى إلى تعزيزها لكي يضمن مكانته في وسائل الإعلام... ولكي تتم دعوته مجددا"[1].

وبهذا التحول أصبح الكثير من المثقفين يضاهون النجوم السينمائيين ظهورا وشهرة، ممهدين بذلك إلى ظهور المثقف النجم الذي يُستدعى من طرف جميع وسائل الإعلام، ويتكلم في جميع المواضيع والاختصاصات والمستجدات، وكأنه عالم بكل صغيرة وكبيرة تحدث على أرض الواقع !!!

وفي نفس السياق فانه "انطلاقا من دفاعهم عن الطروحات السائدة لن تتعرض وسائلهم الملامة قط للعقاب، لماذا يربكون أنفسهم بالتدقيق والتمحيص؟ يحتاج قول الحقيقة إلى مجهود إضافي للإثبات. بينما الكذب لا يحتاج، كما انه لم يعد سببا لفقدان الأهلية، ومن الحماقة عدم الاستفادة من ذلك"[2]

أي أنهم يسايرون التيار، ولا يشذون عما هو متعارف عليه من قبل الحشود والجماهير، وهم بذلك يؤيدون الثقافة الشعبوية حتى وان كانت خاطئة، حتى لا يتعرضوا للنقد، ويخسروا مشاهديهم أو مستمعيهم أو قرائهم، رغبة منهم في المحافظة على شعبيتهم وسمعتهم وشهرتهم حتى وان كلف ذلك تضليل الجمهور والضحك عليه، وهم بذلك يتحولون إلى أيقونات إعلامية ترتكز على حضور صورة المثقف وليس عقله، وهو بذلك يتحول إلى أحد الأغراض التي تستخدم لتزين البلاطوهات الإعلامية مثل الأزهار والمزهريات والأرائك وغيرها من الصور والأشكال التي تزين الديكور.

أصبح المثقف يعيش كـ "صورة" فقط تستخدم لتزيين البلاطوهات وتضليل العقول والضحك على الجمهور !!!




[1]- باسكال بونيفاس: المثقفون المزيفون (النصر الإعلامي لخبراء الكذب)، ترجمة: روز مخلوف، ورد للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 2013، سوريا، ص: 23.
-المرجع نفسه، ص: 6.[2]

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.