أخبار الإنترنت
recent

العقل الزيتي: هكذا تتم صناعة إنسان "لا يفكر"

       سنكتشف في هذا المقال كيف يصبح العقل شبيها بالزيت؟ وما هي الأسباب التي تؤدي إلى ذلك من منظور إعلامي؟ وكيف يتم صناعة إنسان لا يفكر؟
العقل والزيت:
       تعمل  وسائل الإعلام على تسطيح العقل من خلال المعالجة السطحية للقضايا والمواضيع المهمة, دون التعمق في النقاش والتدقيق في التفاصيل التي تغوص بالعقل إلى أعماق الفكر, وبالتالي تتركه دائما على السطح, وبمرور الوقت يألف العقل هذا السلوك, ويصعب عليه تناول المواضيع والأحداث بتحليل معمق، ليصبح مثل الزيت يطفو دائما على السطح.
إليك السبب:
       يعود ذلك إلى أن معظم المنتوجات الإعلامية بصفة عامة, من مختلف المواد الثقافية "لا تلقي سوى القليل من الضوء على الأسباب الحقيقية, ثم تستعيض عن الاستيضاح العميق لتلك الأسباب بكم كبير من الفعل السطحي"[1].
       كما أن وسائل الإعلام تركز وباختصار على "كل هذا الذي يمكن أن يخلق اهتماما بحب استطلاع بسيط, والذي لا يتطلب أي كفاءة خاصة مسبقا"[2], وبالتالي فان العقل يتعود على التسطيح والتفكير البسيط، وبمرور الوقت يتحول إلى عقل سطحي. لأن الأحداث المتفرقة تهدف إلى "خلق اهتمام بالغ بمداهنة الغرائز والشهوات الأكثر بدائية (بموضوعات مثل خطف الأطفال والفضائح القادرة على خلق نوع من السخط الجماهيري), بل يمكن أن تؤدي إلى أشكال من التعبئة العاطفية والخيرية تماما أو إلى كل ما هو غريزي لكن عدواني وقريب من الإعدام الرمزي التعسفي"[3].
الهدف:
       تهدف وسائل الإعلام من وراء كل هذا إلى صنع إنسان بعقل سطحي، ولا يمكنه التعمق في تحليل القضايا والمواضيع الجادة، وبالتالي لا يمكنه النقد ولا الرفض لكل ما يعرض في هذه الوسائل، ويصبح راض عن كل شيء !!! بالإضافة إلى صنع إنسان لا يفكر، لأن التفكير هو أفضل العبادات.
        أخي العزيز... عليك بتدريب نفسك على التفكير المعمق فهو من أفضل العبادات التي عبد به الله عز وجل، وذلك بالابتعاد قليلا عن التعرض لهذه الوسائل، والاستعانة بالكتب والمراجع التي تعلمك ذلك.



- هربرت شيلر: المتلاعبون بالعقول, ترجمة: عبد السلام رضوان, عالم المعرفة, الكويت, 1999, ص: 25.[1]
- المرجع نفسه, ص: 104.[3]

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.