أخبار الإنترنت
recent

سفينة الثقوب


     ما الذي تعرفه عن سفينة الثقوب؟ وما علاقتها بالمثقفين؟ وكيف ساهم هؤلاء في إغراقها؟ وكيف ساهموا في حمل الغرب على متنها إلى الدول العربية؟

قادة المستقبل:
       يقول وزير الخارجية الأمريكية كولن باول: "لا أستطيع أن أفكر في رصيد لبلدنا أثمن من صداقة قادة عالم المستقبل الذين تلقوا تعليمهم هنا"[1] أي في الولايات الأمريكية المتحدة لأنها شربوا من ثقافتها حتى الثمالة، وسيتحولون إلى مروجين لهذه الثقافة في بلدانهم الأصلية مجانا، بل ويستميتون في الدفاع عنها حتى الموت.

سفينة الثقوب:
       إن مثل هذه الأمة كمثل السفينة، ولإغراقها وضعوا لنا الكثير من الثقوب المثقفة، ثقب مثقف في التربية والتعليم، وآخر في الاقتصاد، وآخر في التجارة، وآخر في الدين... وهكذا بدأت هذه الثقوب في إدخال المياه الخارجية والأفكار المسمومة إلى داخل السفينة حتى أغرقتها... ولانقاذها يجب استبدال هذه الثقوب المثقفة بمثقفين حقيقيين يسدون تلك الثقوب حتى لا تغرق هذه الأمة.

أوربا في الدول المتخلفة:
 حسب عبد الاله بلقزيز فإن "الاندماج في ثقافة الغير ليس صكا حقيقيا للمعاصرة، فأوروبا لا توزع التقدم على غير أبنائها الذين صنعتهم وتصنع لهم وبهم حضارة التقدم، هذا فضلا عن أن مؤيديها من أبناء العالم الثالث، ومنهم مثقفونا، لا يفعلون أكثر من أنهم يستهلكون أوروبا في أوطانهم دون أن ينتجوا المعاصرة"[1]. نعم نحن نعيد تشييد أوروبا على أراضينا، ونعمل على توسيع الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية والاقتصادية لأوروبا، ولا نساهم في بناء حضارتنا بأفكارنا وسواعدنا.

المثقف المجتر:
كما أن استيراد الأفكار والنماذج الغربية يعمل على حد تعبير هشام شرابي على "منع الإبداع الداخلي"[2]، أي يتم وأد الإبداع وخلق الأفكار الجديدة، وفي المقابل يعمل على تشجيع ملكة البقرة المتمثلة في اجترار ما قاله الآخرون، وكما هو معلوم فان ملكة البقرة تعمل على تعطيل ملك الإبداع (العقل)، فالعضو الذي لا يعمل يضمحل، وبالتالي يتم تحويل المثقفين إلى قطيع من المجترات.

       حتى ننقذ هذه الأمة يجب علينا أن نساهم كلنا في سد الثقوب التي أحدثها الأعداء في جسدها، لنبحر بها نحو الحضارة الحقيقية.




[1]- جوزيف ناي: القوة الناعمة: وسيلة النجاح في السياسة الدولية، ترجم: محمد توفيق البجيرمي، العبيكان للنشر، ط1، السعودية، 2007، ص: 77.


- عبد الإله بلقزيز: إشكالية المرجع في الفكر العربي المعاصر، دار المنتخب العربي، ط1، لبنان، 1992، ص: 54.[1]
- هشام شرابي: المثقفون العرب والغرب، دار النهار للنشر، ط2، لبنان، 1981، ص: 133.[2]

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.