أخبار الإنترنت
recent

المجاعة المعلوماتية

المجاعة المعلوماتية في عصر السماوات المفتوحة










ماذا تعرف عن المجاعة المعلوماتية؟ وكيف يصاب العقل بالمجاعة في ظل الطوفان المعلوماتي؟ وهل هذه المعلومات مجانية حقا؟ وماذا ندفع بالمقابل؟

المجاعة المعلوماتية

تقوم هذه الإستراتيجية على نقص المعلومات disinformation وهي تقوم على التجهيل, وعدم إمداد الناس بالمعلومات اللازمة لاتخاذ قرارات صحيحة. أي أن المجاعة المعلوماتية تتمثل في نقص المعلومات الصحيحة والحقيقية والمفيدة التي يحتاجها الفرد لبناء قراراته, أما كثرة المعلومات غير المفيدة, والتي لا معنى لها, ولا يتمكن من خلالها الفرد من اتخاذ موقف واضح وسليم, فهي معلومات كغثاء السيل.

كيف يصاب العقل بالمجاعة في ظل الطوفان المعلوماتي؟ !

في عصر المعلومات وغزارتها يصاب العقل بالمجاعة، وذلك لأن تلك المعلومات لا تفيده بشيء، ولا تنفعه لبناء قرار سليم، ولا اتخاذ موقف واضح، فمثلها كمثل من يتناول السم، فلا يزيده إلا مرضا وسقما.

معلومات تسبب الأنيميا:

متى تزوجت أشهر فنانة؟ ومتى تطلقت؟ ! وكم كان عمرها عندما مات والداها؟ ! ومن هم أشهر اللاعبين في العالم؟ ! وما هي تواريخ ميلادهم؟ ! وما هي أرقام قمصانهم وأحذيتهم ! وقصة القطة التي غيرت مجرى التاريخ؟ ! وما لون الفستان الذي ترتديه الفنانة الفلانية عند خلودها للنوم؟ ! مثل هذه المعلومات التافهة تسبب أنيميا حادة للعقل، ومجاعة تفتك بسلامته.

تأمل:

لنتساءل أخي العزيز: هل يقدمون لنا معلومات مفيدة مجانا؟ ! فعندما نذهب إلى الطبيب يعطينا معلومات، ولكنها ليست مجانية ! لذا فنحن ندفع الثمن ولكننا لا نشعر ! نحن نقدم عقولنا مقابل هذه المعلومات التافهة، ونفسدها فذلك هو الثمن، حتى نصبح مثل القطيع يستهلك كلما قدم له، ويؤمن بكل ما يسمعه، دون نقد ولا تفكير ولا تأمل !

إليك سر الطوفان المعلوماتي:

قد نتساءل: لماذا يمدوننا بكل هذه المعلومات الغزيرة والمتنوعة وغير المفيدة؟ ! إنها استراتيجية الإثقال البصري والعقلي، فالعقل الواعي له سعة استيعاب صغيرة جدا، وعندما يمتلأ تصبح المعلومات تنتقل بطريقة أوتوماتيكية إلى العقل الباطن، لتترسب فيها وتفعل في الإنسان ما لا يفعله ألف مدفع.

لنحرص على ما ينفعنا، ولنأخذ ما يفيدنا، ولنترك ما لا يعنينا، فالعقل مثل البستان الذي لا ينبغي أن نملؤه أشواكا وأعشابا ضارة، بل ينبغي أن نملأه ورودا وأزهارا نافعة.



الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.