أخبار الإنترنت
recent

المثقف الروبوت

المثقف الروبوت










هو مثقف هجين، نصفه بشري، ونصفه الآخر آلي، وبدأ ينتشر بصفة رهيبة في المجتمع، غالبا عليه الطابع الآلي.

تعمل مختلف القوى العالمية على استهداف المثقفين ومحاولة ضربهم من خلال "توظيف الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة في عملية الاختراق الثقافي واستعمار العقول، وذلك بربط المثقفين (والتكنوقراطيين منهم بالخصوص) بدائرة محدودة ينشدون إليها بصورة آلية: دائرة التسيير التي تصرف العقل عن أي شيء آخر يقع خارجها، فتجعل منه العقل الأداة.

تلك إذن سياسة تحويل المثقفين من مفكرين ومبدعين إلى مسيرين وآليين، وكأنهم مجرد آلات تم برمجتها لأداء وظيفة محددة وتسيير أشياء مؤطرة، مبتعدين بذلك عن إنتاج الأفكار وتقديم الاقتراحات والمساهمة في الإبداع والخروج عن المألوف واكتشاف الجديد، لأن الآلة لا تنتج أفكارا جديدة، وإنما تفعل الأشياء التي بُرمجت عليها سلفا (التعليم النظامي بصفة خاصة).

قاتل العقل:

إن الاشتغال بالتسيير والانهماك في التدبير لساعات متأخرة في اليوم، وبشكل متواصل من بداية الأسبوع إلى نهايته، يجعل العقل يدور في فلك الروتين القاتل الذي يقتل ملكة التفكير، لأن العقل يسير في نفس المسار ويدور في نفس الدوامة، لذا ينصح الخبراء بتنشيط العقل بكسر الروتين ولو بتغيير الطريق المؤدي إلى العمل أو الدراسة، فاسلك في الصباح طريقا وعد في المساء من طريق آخر، فالتغيير الدائم ينشط العقل.

قاتل من نوع آخر:

إن الانهماك في التخصص يفقدنا النباهة الإنسانية، فنحن عندما ننشغل بمطالعة كتاب أو كشف أو اختراع، فإننا نكون غريبين عن أنفسنا، فلا نعطي الوقت الكافي لاكتشاف أنفسنا، وتنمية ذواتنا وشعورنا، حيث نقع آلة في يد العمل ومن أجله، فيبتعد الإنسان عن نفسه وعن التأمل فيها، فيصبح مجرد آلة وفقط... لا يشعر بالآخرين، ولا يقدر أحاسيسهم، ولا يراعي نفسياتهم، ولا يقدر كرامتهم، فيسيء إليهم لأنه يعتبرهم مثله أي قد صاروا مجرد آلات لا أكثر ولا أقل !

عزيزي القارئ... يجب أن تتفطن لهذه الخدعة التي ترمي إلى تحويل البشر على مجموعة من الآلات تؤدي ما برمجت عليه وفقط، وذلك بعد تغييب العقل والفكر والإبداع، وقتل النفس والشعور والضمير.

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.