أخبار الإنترنت
recent

المثقف الفضائي



      لون جديد من ألوان الزنا الفكري يساهم فيه المثقف! ونوع آخر تساهم في مخلوقات فضائية بشكل ملفت للنظر!

زنا من نوع آخر:
قد يساهم المثقف في نوع آخر من الزنا، من خلال تزويج فكرة غربية (مشركة) بفكرة عربية (مسلمة)، فالمعلوم أن القوة والعصمة تكون بيد الرجل، وبحكم أن المثقف العربي يعيش تحت مظلة الانبهار بالغرب، وانقياد الغالب للمغلوب والقوي للضعيف على حد تعبير عبد الرحمن بن خلدون، فالمثقف العربي يرى أن القوة دائما للأفكار الغربية فهي تمثل بالنسبة إليه دور الرجل، أما الأفكار الضعيفة فهي تمثل دور المرأة، وعند عقد الزواج بين الأفكار الغربية والأفكار العربية فإن هذا الزواج باطل في نظر الشرع، حيث يحرم زواج المشرك من المرأة المسلمة، وبالتالي فإن المثقف يساهم في رواج الأنكحة الفاسدة التي تعمل على هدم المجتمع، سواء في المجال الإعلامي أو غيره من المجالات الأخرى.

المثقف الفضائي:
يرى الدكتور علي شريعتي أنه "يمكن أن يقال أن فلانا مثقف في إفريقيا السوداء لكنه لا يصلح لشيء إذا جاء إلى المجتمع الإسلامي، فهو يصبح غريبا ومشلولا وليس مثقفا بحال من الأحوال، أو أن مثقف آخر في فرنسا أو في أوروبا الغربية بعد الثورة الصناعية، أو بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية، مفكر حقيقي ونابغة وذو أثر بناء وفعال في مجتمعه، لكننا إذا أخذنا نفس هذا الشخص إلى الهند فلن يعود مفكرا، ولن يستطيع أن يكون صاحب دور كمفكر في هذا المجتمع"[1].

إذا أسقطنا هذه الفكرة على المثقفين العرب الذين درسوا في الجامعات الأوروبية وعاشوا في المجتمعات الغربية وتأثروا بأفكارهم ومبادئهم وقيمهم وإيديولوجياتهم، وأدركوا كيفية سير هذه المجتمعات، فهم بالتالي مثقفون في هذه المجتمعات, ويستطيعون التأثير فيها وتحريكها، ولكن إذا تم نقل الواحد منهم إلى مجتمعات أخرى مثل المجتمعات العربية فلن يعود مثقفا، ولن يستطيع أن يكون صاحب دور كمفكر في هذا المجتمع بل سيتحول من مثقف إلى مروج لزنا الأفكار وتخريب المجتمع.

ما أشبه هؤلاء المثقفين بالمخلوقات الفضائية التي لا تستطيع العيش على كوكب الأرض، ولا يمكنها فهم سكانها ولا مخاطبتهم ولا الشعور بمشاكلهم وهمومهم...
يتبع...




[1]-علي شريعتي: مسؤولية المثقف، ترجمة: إبراهيم الدسوقي شتا، مراجعة: حسين علي شعيب، دار الأمير للثقافة والعلوم، ط2، 2007، لبنان، ص: 129.

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.