أخبار الإنترنت
recent

زناة الفكر... الجزء الأول

       ماذا تعرف عن زناة الفكر؟ وكيف تحدث عملية الزنا داخل العقل البشري؟ وهل هناك زواج شرعي يساهم في ولادة أفكار صالحة لبناء المجتمع، وتطوير الأمة؟ !

غياب الولي الشرعي:
       تحصل الخيانة من طرف الكثير من المثقفين عندما يستوردون أفكارا أجنبية دون أن يحضروا الولي الشرعي لهذه أفكار، ثم يزوجونها في مجتمعاتهم لإنجاب أفكار صالحة وبناءة، وهذا خطأ، لأن الولي الشرعي للفكرة غائب وهذا يعتبر زنا في نظر الشرع لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الزانية هي التي تزوج نفسها دون وليها" وعليه فان غياب الولي الشرعي (صاحب الفكرة) الذي أنشاها ورباها ويعرف المكان الجيد الذي يليق بها، والجو المناسب لتكاثرها، فهو الوحيد الذي يعرف هذه الأشياء، وعند غيابه فإن الأفكار لا تطبق بشكل سليم، وقد تطبق في بيئة لا تناسبها، وفي مجتمع لا يسمح بتكاثرها، وبالتالي ستنتج أفكارا زنيمة (بنات الزنا) تفسد المجتمعات أكثر مما تصلحها، متحولة بذلك إلى معاول للهدم والفساد والإفساد، تماما كما يفعل أبناء الزنا في المجتمع.

اختلاف السياق:
       وعليه، فالواجب على المثقفين –خاصة العرب- أن يزوجوا أفكارهم التي أنتجوها بأنفسهم، وينشروها في مجتمعاتهم، ويختاروا البيئة المناسبة لتكاثرها، وألا يستوردوا أفكار غيرهم ويريدوا منها أن تنتج في مجتمعات قد تصيبها بالعقم، كما أن الأفكار المستوردة قد تموت عند إخراجها من بيئتها الحقيقية، متحولة بذلك إلى أفكار ميتة على حد قول مالك بن نبي، أو أفكار مميتة تهدم المجتمع أكثر مما تبنيه وتصلحه، فهل تعيش الأسماك في الصحاري؟ وهل يحرص الذئب الغنم؟

الباب المفتوح:
 كما أن غياب الولي الشرعي للأفكار يفتح الباب أمام التأويلات الخاطئة، والتفسيرات العقيمة، والتحليلات المعوقة، أي الدخول في متاهة الإيديولوجيا الفكرية، فكل يفهمها حسب عقله، ويفسرها من منظوره الخاص، الذي قد يخرجها من المعنى الحقيقي الذي كان يقصده صاحبها الحقيقي (الولي الشرعي).
       يتبع.......
الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.