أخبار الإنترنت
recent

الضرائب في بلاد العجائب

   
          يحكى أنه في إحدى الغابات الجميلة، عاش الأسد وبقية الحيوانات في سعادة وهناء، لفترة طويلة من الزمن، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الأسد فرض بعض الضرائب، نظرا للحالة المادية المزرية التي آلت إليها الغابة، فقرر الأسد فرض الضرائب على نوعين أساسين من الغذاء الذي تحتاجه بقية الحيوانات...


          استدعى الأسد سكريتيرته، وكانت ناموسة في غاية الأناقة والجمال، فعرض عليها المشروع، فما كان منها إلا أن قالت: إن هذا الأمر في غاية الخطورة نظرا لما تعيشه الغابة من ظروف استثنائية،ولهذا يجب استشارة الذئب، فهو من خيرة الخبراء المعتمدين في المهمات القذرة، وبعد عدة مشاورات تم استدعاء الذئب، ولكنه كان في مهمة أقذر من ذلك في إحدى الغابات الاستوائية...

         وأخيرا عاد الذئب من مهمته محملا بمزيد من المكر والدهاء، فاستدعي من طرف الأسد للنظر في القضية، فقال الأسد: أود أن أفرض بعض الضرائب على القمح والشعير لتعزيز الخزينة العمومية للغابة، فانظر ماذا ترى... فأجابه الذئب: سيادة الرئيس، هل لي أن أعرف كيف كتبت الإعلان عن هذه الزيادة، فقال الأسد: نعم وبكل سرور، فقد صغته كالآتي: قرر الرئيس فرض ضرائب بنسبة 10 % على كل من القمح والشعير.

        نظر الذئب إلى البيان وكله خبث ومكر، والتفت إلى الأسد قائلا: يجب أن أعيد صياغة الاعلان، فقال الأسد: وكيف ذلك؟ قال الذئب: قرر الرئيس فرض ضرائب بنسبة 50% على كل القمح والشعير والعدس والفول والفاصولياء والخرطال والحمص.

       بعد ذلك تم الاعلان بالصيغة التي هندسها الذئب، وتم إرسال الضبع لتقصي الأخبار بين الحيوانات، وجس النبض بهدف معرفة موقف الرعية من هذه الزيادات... بعد عدة أيام عاد الضبع بأخبار سيئة مفادها غليان الشارع من هذه الزيادات المعتبرة التي أرهقت كاهله....

       بعدما لاحظ الذئب أن جميع الحيوانات في خالة غضب وغليان، قال للأسد الآن يمكنك أن تنشر الاعلان بالصيغة التي أردتها في البداية!!! مع إضافة هذه العبارة: لقد إستجاب الرئيس لانشغالات الحيوانات، وقد راعى القدرة الشرائية لها، وأخذ بعين الاعتبار غضب الشارع، ورأفة برعيته قرر الرئيس تخفيض نسبة الضرائب إلى 10% فقط، واعفاء جميع البقوليات من هذه الزيادة باستثناء القمح والشعير!!!

       استبشرت الحيوانات خيرا بهذا الخبر، وازداد حبهم لزعيمهم لأنه يراعي ظروفهم، وأصبح بطلا قوميا يقتدى به، وعاش الكل في ذل وهناء.....

            

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.