أخبار الإنترنت
recent

أسطورة الشمس والريح تحقق في هذا العصر


       أسطورة الشمس والريح هي أسطورة قديمة جدا، ولطالما كانت ضربا من الخيال لعدة قرون من الزمن، فلا أحد صدقها، ولا أحد آمن بها... ولكنها اليوم أصبحت حقيقية والكل يعيشها ويشاهدها، فكيف حدث هذا التحول الرهيب؟ !

الشمس والريح
  اختلفت الشمس والريح فيمن يستطيع نزع معطف الرجل، فقالت الريح أنا الأقوى وبدأت تهب وتشتد، فكلما ازدادت شدتها تمسك الرجل بمعطفه، فبعد عدت محاولات استسلمت، فقالت الشمس أنا الأقوى، فبدأت تزيد في درجة حرارتها شيئا فشيئا وبطرقة تدريجية، حتى شعر الرجل بارتفاع شديد في درجة الحرارة فقام بنزع معطفه، فقالت الشمس للريح: اذا أردت نزع معطف أحدهم فانزعيه بطريقة ناعمة وليس بالقوة.

لا شمس ولا ريح:
       ما أشبه الاستعمار القديم بالريح، وما أشبه الاستعمار الجديد بالشمس، فالاستعمار القديم كان يقوم على مبدأ القوة فكلما ازدادت قوته وضرباته الموجهة لنزع القيم والعادات والتقاليد كلما ازدادت الشعوب تمسكا بتلك القيم، أما الاستعمار الجديد فهو أشبه بالشمس، أي أنه يعمل بطريقة ناعمة، ومتدرجة، ويمرر أفكاره وسمومه شيئا فشيئا، حتى نزعت الشعوب قيمها ومبادئها وحتى ملابسها !!!

العجوز والعمامة:
       رأى بعض الفتية عجوزا يلف عمامة كبيرة على رأسه، فأرادوا أن يسخروا منه، فقال أحدهم: يا عم نلنا الاستقلال منذ أكثر من 60 سنة ونحن نعيش في عصر التطور، وأنت لا زلت تضع عمامة بأكثر من مترين فوق رأسك؟  فقال العجوز: يا بني، نحن عايشنا الاستعمار وكل أساليبه لم تجعلنا ننزع هذه العمامة، فهي من عاداتنا وتقاليدنا، أما أنتم فقد استطاعوا أن ينزعوا سراويلكم عن بعد، بجهاز تحكم فقط "تيليكومند" !!!

التدرج في التبرج:
       التبرج أو التعري بدأ بطريقة متدرجة، حيث كان في البداية برفع السروال قليلا "فوق الكعب" ثم انتقل إلى "نصف الساق" (لا أتحدث عن الذين يفعلونه تدينا)، ثم أنتقل إلى الركبة "الشورت" ثم انتقل إلى نصف الفخذ "نصف شورت" ثم انتقل إلى "....." (أستحي من ذكر اسمه) ثم تم التخلي كليا عن الملابس وهذه الظاهرة موجودة في ايطاليا ففي اليوم العالمي للحرية يخرج الناس عراة بدون ملابس لأن هذه الأخيرة تحد من حريتهم !!!

        عزيزي القارئ يجب أن نتفطن لهذه الاستراتيجيات الخبيثة التي تحاك في مخابر المكر والخداع، والرامية إلى تجريدنا من كل مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا تمهيدا لظهور حضارة اللاأخلاق.

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.