أخبار الإنترنت
recent

رَوِّض الحصان الموجود بداخلك

       هل تعلم أن بداخل كل إنسان حصان؟ وهل تعلم أنه يجب ترويضه حتى لا تصبح حصانا مثله؟ فكيف يتم ترويضه؟ وكيف يتحول الكثير من البشر إلى أحصنة مؤهله لمباريات السباق؟ !

الحصان والجزرة:
       يتم وضع جزرة أمام الحصان بهدف الزيادة في سرعته حتى يصل إلى خط النهاية أولا، ويفوز بالسباق، وعند الوصول يجد نفسه خاسرا، فلا هو أدرك الجزرة، ولا هو استراح من الركض !!!
      
الإنسان والمستقبل:
       يتطلع الإنسان دائما إلى المستقبل، فيركض وراءه لإدراكه وضمانه، ويطمح دائما إلى الوصول إلى خط النهاية بسرعة وعجلة. وهو بذلك لا يراعي مدة الجري وهي حوالي 60 سنة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين، وأقلهم من يجوز ذلك"، فنحن نهندس لمشاريع مستقبلية لو زادنا الله 100 سنة إضافية لما أكملنلها، لذا أرجو أن تطرح أخي العزيز على نفسك هذا السؤال: كم من الوقت يكفيك لانجاز كل مشاريعك المستقبلية؟ أكيد ستفوق المئة سنة إلا ما رحم ربي.

    
الإنسان والحصان:
       ما أشبه الإنسان بالحصان في عملية الركض، وما أشبه المستقبل بالجزرة التي توضع أمام الحصان، فترى الإنسان يركض خلف المستقبل، وعند وصوله إلى خط النهاية "الموت" يجد نفسه خاسرا، فلا هو أدرك المستقبل ! ولا هو استراح من الركض ولا هو استمتع بالمحطات والأماكن التي مر بها ! ولا هو استغل الأوقات التي مرت عليه وهو يركض ! "لاشتغاله الدائم بالمستقبل".

الدنيا ومضمار السباق:
       ما أشبه الدنيا بمضمار السباق، الكل يتنافس على حطامها، والكل يجري خلفها، والكل يركض للوصول إلى خط النهاية "الموت"، فالعبرة ليست بالوصول، وإنما العبرة بكيفية قطع تلك المسافة، فهل تم استغلالها كما ينبغي؟ وهل تمت الاستفادة من محطاتها؟ وهل تم الاستثمار فيها وعدم تضييعها؟

       أخيّا الفاضل، انتبه من غفلتك، وروّض هذا الحصان الموجود بداخلك، ولا تجعل نفسك مثل الحصان، دائم الركض والجري خلف أشياء لا ولن تدركها أبدا، فكم من إنسان تحول إلى حصان في دنيا أشبه ما تكون إلى مضمار للسباق !

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.