اكتشف الأرض الموجودة داخل عقلك

       هل تعلم أنه توجد أراضي داخل عقولنا؟ فكيف تؤثر هذه الأخيرة على عقولنا؟ وكيف تتوسع بداخل عقولنا محولة إياها إلى أراضي قاحلة؟ !

العقل السلبي:

 إن السلبية هي العمود الفقري للوسائل الإعلامية، ويعتبر التلفزيون الوسيلة الأحدث والأبعد تأثيرا في مجال إشاعة السلبية... والأمر لا يقتصر على (التهميد) البدني الواسع النطاق لعدد لا حصر له من ملايين الأجساد. فتحجيم النشاط العقلي, والذي يمثل المحصلة النهائية للعدد اللانهائي من ساعات الإرسال المملوءة ببرامج مبلدة للعقول, يفوق أي حساب أو تقدير, كذلك لا يمكن حصر أو قياس التأثير التسكيني الذي يتعرض له الوعي النقدي.

مزيد من السلبية:

إن التركيز على الأحداث المتفرقة يعمل على إشاعة السلبية لأنها يمكن أن تعبأ وتشحن بتورطات ومضامين سياسية وأخلاقية قادرة على إثارة مشاعر قوية غالبا سلبية[1]. ليتم حشو عقولنا بمزيد من السلبية فتصبح مثل الأرض التي تحمل "إشارة سالبة"، وهكذا تتحول عقولنا إلى أراضي يطؤها كل من هب ودب، وتنبت فيها كل أنواع الأفكار الضارة والطحالب المعرفية، والأشواك المعلوماتية.

العقل والأرض:

إن العقل السلبي يجعل صاحبه يفكر بطريقة سلبية "إشارة سالبة" وهو يشبه الأرض كما أشرنا سابقا، فكما أن الأرض تمتص كل الطاقة الموجبة والأجسام التي تحمل إشارة "موجبة" فكذلك العقل السلبي فإنه يستهلك ويمتص كل الطاقة الايجابية الموجودة في الجسم محولا إياه إلى جثة هامدة لا تراوح مكانها، كما أن العقل السلبي يمتص الطاقة الايجابية الموجودة عند الآخرين متحولا إلى لص من لصوص الطاقة –على حد تعبير إبراهيم الفقي- التي تجعل الأشخاص الايجابيين ينفرون منه، وللاطلاع أكثر عن آلية تأثير التفكير السلبي في ظل الجاذبية الظرفية عد إلى هذا الرابط:

 https://djamelzaoui.blogspot.com/2018/01/blog-post_19.html

       ينبغي ألا نرضى بتحويل عقولنا إلى أراضي غير صالحة للزراعة الفكرية، وإلى مساحات بور يدوس عليها كل من هب ودب، كما لا ينبغي ألا نكون سببا في نفور الآخرين منا، وألا نهدر طاقتهم الايجابية.

---

[1] -أنظر: جمال زاوي، محرك المنظومة القيمية في ظل الاحتلال الإعلامي -مقاربة تحليلية، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، العدد 19، جانفي 2018.

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest