أخبار الإنترنت
recent

العقل الافتراضي في عصر الشبكات المجانية


       نكتشف في هذا المقال كيف يصبح العقل افتراضيا؟ وهل يصبح بعد ذلك صالحا للاستخدام  في العالم الواقعي؟ وما هي مميزات العقل الافتراضي؟ وما أهم المشاكل التي تعترضه؟

العقل الافتراضي:
       أظهرت دراسة عربية أن إدمان الشباب على الاستخدام المفرط للشبكات أدى إلى فقدان المهارات المطلوبة لإقامة علاقة اجتماعية في البيئة الاجتماعية الواقعية, وتراجع الاتصال الشخصي في مقابل التواصل عبر الشبكات, وهذا ما يهدد الكثير من القيم الاجتماعية والدينية كالتعاون وإقامة العلاقات الاجتماعية, وصلة الرحم, والقدرة على التفاعل مع الآخرين ومساعدتهم, حيث يتم تحويل العقل الواقعي إلى عقل افتراضي يتكيف فقط في العالم الافتراضي, ويقف عاجزا عن مختلف القضايا الحقيقية التي تطرح في الواقع الحقيقي.

كلام أثبته العلم:
      هذا ما تؤكده نتائج دراسة شركة (Digital Surgeons) التي أجريت سنة 2010, التي أثبتت وجود ما يسمى: (الضمير الافتراضي), الذي تكون نتيجة استخدام الشبكات الاجتماعية، فكلما ازداد استخدام هذه الشبكات كلما ابتعد العقل عن الواقع وأصبح صاحبه يعيش في كوكب رقمي.

مميزات العقل الافتراضي:
      إن العقل الافتراضي أو الرقمي على حد تعبير بورلين هو "ناشط عقليا ولكنه جاهل ثقافيا, أو أن هذا العقل على دراية واسعة وعالية بنفسه وبالآخرين من ناحية الاقتراب الرقمي الفوري, ولكنه نافذ الصبر وجاهل بالعالم على اتساعه بشكل يثير الدهشة". وبما أن العقل الافتراضي جاهل ثقافيا فان هذا يجعل المنظومة القيمية للمجتمع على المحك, خاصة إذا علمنا أن الثقافة تعتبر مرسخ من مرسخات المنظومة القيمية.

مشاكل افتراضية:
       لا يستطيع العقل الافتراضي حل أدنى المشكلات البسيطة في الواقع، فهذا يطلق زوجته لأنها أحرقت الأكل ! وهذه تخلع زوجها لأن رائحة جواربه كريهة ! وهذا شاب همته علبة "جال" ! وهذه فتاة احتارت في تسريحة الشعر المناسبة ! وهذا كله نتيجة لتحول العقل من الواقع إلى العالم الافتراضي.

      في الأخير ينبغي أن نتفطن إلى هذه الإستراتجية الرامية إلى خلق كائنات افتراضية، وجيل رقمي، ومخلوقات الكترونية، لا يمكنها العيش على كوكب الأرض، ولا يمكنها معالجة أتفه المشاكل والصعاب التي تعترض طريقها.
                                                                               

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.