أخبار الإنترنت
recent

العقل المعتل: نتيجة حتمية لرفقاء السوء الجدد


       سنكتشف في هذا المقال كيف يؤدي رفقاء السوء الجدد إلى مرض العقل؟ وكيف يتفاقم هذا المرض بمباركة إعلامية صارخة؟
اعتلالات عقلية مباركة!
تتسبب وسائل الإعلام في اعتلالات عقلية خطيرة خاصة لدى صغار السن "فهي تتسبب في انقطاع العقل عن التفكير المنطقي، والخمول الذهني، وتعطيل ذكاء الطفل، وإطلاق العنان غير المحدود لخياله، حيث اختلت الموازين عند أطفالنا بسبب ما يتعرضون له من خلال وسائل الإعلام المختلفة وخاصة منها شاشات التلفاز، فيرى الطفل رجلا يطير في الهواء، وينسف الجبال نسفا، ويشق القمر بيده، ليس هذا فحسب بل هو يطلق أشعة من عينه تفعل المعجزات وتدور أحداث قصص الأطفال حول المغامرات وشخصيات خرافية وهمية، ولا تهدف إلى غرس الأخلاق والقيم الصحيحة، وأعظم من هذا كله أنها تغفل وجود الله بالكلية، وذلك عندما يتحكم أبطال الفيلم في الكون ومقدراته، وهذا ما يتعارض مع أحد أهم ثوابت أمتنا العربية"[1].
هكذا يتعقد أبناؤنا:
       يؤكد علماء النفس أن الطفل إذا طرح سؤالا على والديه ولم يجيباه تتكون لديه علامة استفهام في عقله، وكلما ازدادت الأسئلة التي لا أجوبة لها كلما ازدادت علامات الاستفهام داخل العقل، والتي تصيبه بعقد نفسية عندما يكبر، وهذا الأمر ملاحظ بكثرة خاصة في الرسوم المتحركة التي يشاهدها الطفل، فهناك أشكال ومخلوقات غريبة لا يمكن أن نجيب أبناءنا عنها وعن ماهيتها، وبالتالي تتشكل عدة استفهامات في عقولهم تؤدي مستقبلا إلى تعقدهم ومرض عقولهم.
من رسوم متحركة إلى شبيبة متحركة
       يتعود الطفل على تلك المخلوقات الغريبة بالتدريج، وحال شبابنا اليوم خير دليل على ذلك، فتراهم يظهرون بأشكال غريبة تبكي أمهات المؤمنين لرؤيتها، وكأنها تمثل واسقاط لما شاهدوه على مدار عدة سنوات.
رفقاء السوء الجدد:
       نخاف على أبنائنا من رفقاء السوء، نخاف على أخلاقهم، صحتهم، أجسامهم، عقولهم... من الانحراف والتميع، ولكننا نسلمهم بكل ثقة وأمان لرفقاء السوء الجدد المتمثلين في مختلف الوسائل الإعلامية من تلفزيون وهاتف وأنترنت وغيرها من الوسائل التي تؤثر بشكل خطير على أبنائنا، بل إن تأثيرها أخطر من رفقاء السوء التقليديين لأن هذه الوسائل تضم كوكبة من الخبراء والمتخصصين في مختلف الميادين، والقادرين على تضليل الصغار والكبار على حد سواء.
       نافلة القول أنه يجب علينا الانتباه لهذه الوسائل ومراقبة ما تبثه من سموم فتاكة، ومخدرات الكترونية قاتلة تعصف بعقول أبنائنا، وقد تودي بحياتهم، ولعبة الحوت الأزرق خير دليل على خطورة رفقاء السوء الجدد.  



[1]- جمال زاوي، محرك المنظومة القيمية في ظل الاحتلال الإعلامي –مقاربة تحليلية، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والإنسانية، العدد 19، جانفي 2018، ص: 203-204.

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.