أخبار الإنترنت
recent

المعريـــــــــــــــــــفة تغير القضاء والقدر؟


       سنكتشف في هذا المقال كيف تغير المعريفة القضاء والقدر؟ وكيف ينجح أصحاب المعريفة؟ وكيف تكون المعريفة طريقا للشرك؟


المعريفة والمحسوبية:


       المعريفة (المحسوبية) نقصد بها الشفاعة السيئة التي يستخدمها الشخص للحصول على شيء ليس له، أو يأخذ حقوق الآخرين أو يظلمهم في استحقاق أو وظيفة أو أخذ ما لا يستحق، أو كان في ذلك مضرة بالمصلحة العامة، وكل ما يدخل في معنى آية الكريمة: "ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له كفل منها"[1].
القضاء والقدر:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "يا ابن آدم لو اجتمع الإنس والجن على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، وإن اجتمع الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"، وهنا يجب أن نتساءل: هل المعريفة تستطيع أن تغير ما كتب الله لك؟ وهل تعطيك شيئا لم يكتبه الله لك؟
هكذا ينجح أصحاب المعريفة:
هنا يجيبك علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصته مع الرجل الذي ترك عنده بغلته وذهب للصلاة، ولما أكمل الصلاة خرج وفي يده درهمين ليعطيهما للرجل فلم يجده، لأنه أخذ لجام البغلة وباعه في السوق، فدفع علي لغلامه درهمين ليشتري بهما لجام آخر، فوجد الغلام اللجام في السوق قد باعه السارق بدرهمين، فقال علي رضي الله عنه: "إن العبد ليحرم نفسه الرزق الحلال بترك الصبر، ولا يزداد على ما قدر له". نعم لقد استعجل هؤلاء فأخذوا مكاتيبهم بطريقة مشبوهة، ولو أنهم صبروا لأخذوها بطريقة مشروعة.
المعريفة... طريق الشرك:
إن الجري وراء المعريفة واللجوء إليها في كل كبيرة وصغيرة بشكل مستمر يجعل الفرد يتعلق بالمخلوق في كل شؤون حياته، وشيئا فشيئا يتناسى أن له خالق يدبر شؤونه، سالكا بذلك طريقا نحو الشرك، وهذا يحدث كثيرا في المدينة، فسكانها يكونوا أكثر تعلقا برؤسائهم ومسؤوليهم خاصة في العمل أي أنهم مهيئون للشرك أكثر من سكان الريف، فسكان الريف يعيشون نوع من الاستقلالية وعدم وجود الرؤساء والمسؤولين والسلم الاداري والوظيفي وهذا ما يجعلهم أكثر تجاوبا لمحاربة الشرك، وبالتالي فإن المعريفة تجعل الشخص دائم التعلق بالمخلوق، وعليه قد يدخل هذا الأخير في طريق ينتهي به إلى الشرك.
من الأولياء الصالحين إلى الأولياء الفاسدين:
       الأولياء الصالحون والأضرحة التي بنيت عليهم جعلتهم مزارا لكثير من الناس طمعا في مساعدتهم والاستعانة بهم، وهذه الفكرة تجعل الشخص يتعلق بالمخلوق دون الخالق، وإذا أسقطنا هذه الفكرة على أصحاب المعريفة فإننا نخشى أن يتحولوا إلى أولياء (فاسدين) يستعان بهم ويستغاث بهم طلبا للمساعدة، وذلك بتقديم القرابين والهدايا والعطايا (الرشاوى) وتتحول بذلك مؤسساتنا إلى أضرحة ومزارات! فهل هذه فكرة مسمومة جديدة تهدف إلى جعل الناس يتعلقون بأناس مثلهم (أحياء) وإبعادهم عن التعلق بالخالق القادر على نصرهم وإنجاحهم ورزقهم في صورة شبيهة تماما بفكرة ربط المخلوقين بأناس أموات (الأولياء الصالحون) وبالتالي لا ينصرون ولا هم يحزنون؟
إن الله يغار:
       ألم تعلم بأن الله يغار من عبده إذا تعلق بسواه، فأنت عندما تتعلق بشخص معين أو مسؤول ما فان الله سيعاقبك به، ويكلك إليه فيستغلك، ويستعبدك، ويجعلك خادما له طيلة حياتك لأنه يمن عليك بنعمة التوظيف، أو حاجة قضاها لك، وهكذا يذيقك الله كل أنواع العذاب على يد هؤلاء حتى تتخلى عنهم وتعود إليه تدعوه وتتضرع إليه وتطيعه، فهو أحق بالتعلق والطاعة.
       وفي الختام، نود أن تتساءل عزيزي القارئ: هل المعريفة تعطيك شيئا لم يكتبه الله لك؟ وإن أعطتك المعريفة شيئا فاعلم علم اليقين أنه كتب لك عندما كنت جنينا وعمرك أربعون يوما في بطن أمك.



- سورة البقرة، الآية: 85.[1]

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

هناك تعليقان (2):

  1. جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجميل جدا.

    ردحذف

يتم التشغيل بواسطة Blogger.