أخبار الإنترنت
recent

الـ X ... يغزو حياتنا

هي حقيقة مرة، وكارثة حقيقية، ومصيبة واقعية، وفتنة لم تدع عقلا الا ودخلته، ولا فكرا الا وخربته، ولا حضارة إلا وغزتها... انها فتنة الـ X، فهذا الحرف هو اختصار لكلمة Xei وهي تعني شيء، حيث كان العرب قديما يستعملون كلمة شيء للدلالة على العدد المجهول، وعندما ترجمت كتبهم اصبحت شيء هي Xei فتم اختصارها بـ X، أي أن الشيء يغزو حياتنا، فكيف يحدث ذلك؟
حضارة التشيؤ:
انه التشيؤ يغزو حياتنا، أما ونحن نعيش في قمة الحضارة إلا أن الأشياء أصبحت تتحكم في تصرفاتنا وسلوكياتنا وحتى أفكارنا، فنحن نعيش حضارة التشيؤ بكل معانيها، فترى المرء مضيعا لحياته، مهدرا لوقته، مفرطا في واجباته، مهملا لنفسه، تاركا لدينه، كل ذلك من اجل هدف دنيء، ومغزى رخيص، نعم كل ذلك من اجل تحقيق مجموعة من الاشياء التي تزيد من انغماس المرء في الماديات، وفي المقابل ابتعاده عن الروحانيات والمعنويات من قيم فاضلة ومبادئ سامية، فكما هو معلوم فان الحياة المادية والمعنوية مثل الشرق والغرب، كلما اقترب المرء من احداهما ابتعد عن الاخرى من دون ان يشعر، والعاقل من وازن بينهما.
العودة الى عبادة الأوثان
السيارة، الفيلا، الهاتف، اللباس... أوثان لا تنطق، ولكنها تتمتع بالكثيرين من العباد المخلصين، الذين يضحون بأنفسهم، ودينهم، ومبادئهم، واخلاقهم، وقيمهم، في سبيل طاعة هذه الأوثان، والاعتكاف عليها، مع العلم أنها لا تنفع ولا تضر، ولا تسمن ولا تغني من جوع، وكأننا نتقدم خطوات إلى الوراء، نعم نتقدم راجعين إلى الجاهلية الأولى حيث كانت تعبد الاوثان (أصنام، أشجار، أحجار...)، فما أشبه اليوم بالأمس عندما تحول المجتمع إلى عبادة الأوثان.

نحن نتقدم إلى الوراء بالعودة إلى تقديس الاصنام (الأشياء)، ونحن بذلك نساهم في اتساع رقعة الحضارة المادية على حساب انحصار الحضارة المعنوية، لانهما مثل الشرق والغرب، كلما اقترب الانسان من الشرق فانه يبتعد من حيث لا يشعر عن الغرب، لذا وجب على الانسان العاقل الموازنة بين الحضارة المادية التي تحفظ الجسد، والحضارة المعنوية التي تحفظ الروح، فانت بالروح لا بالجسم إنسان، كما ان التركيز على الماديات من مأكل ومشرب ومأوى ومنكح يجعل الانسان يدور في فلك البهيمية، فهو بذلك أقرب إلى الحيوان منه إلى الانسان. 
الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.