أخبار الإنترنت
recent

العقل المخنث... مولود هجين من زواج القلب بالعقل


التخنث... مرض خطير لا يصيب الجسم فقط، بل يصيب العقل أيضا، حيث تعتبر وسائل الإعلام من أخطر الوسائل التي تؤزم هذا المرض، فكيف يحدث ذلك؟!.
الوسيلة أم التخنث:
يصاب العقل بهذا الداء جراء تركيز وسائل الإعلام على المواضيع العاطفية التي تخاطب العاطفة وتثير المشاعر والأحاسيس، فيتحول الفرد من التفكير العقلاني إلى التفكير العاطفي الذي يرتكز على العاطفة بدل استخدام العقل, ويكثر هذا التفكير (العاطفي) عند النساء، ويحدث ذلك جراء تركيز الإعلام على كل المواضيع التي تخاطب العاطفة من مسلسلات عاطفية ودراما اجتماعية وقصص الحب والغرام، فتجد الشخص يبكي لمشاهدة حلقة ولا يبكي عند قراءة ستون حزبا من القرآن !!!
مظاهر التخنث العقلي:
       من علامات تخنث العقل طريقة اللباس وحركات الجسم, حيث لم يكن ذلك حكرا على النساء فقط بل جاء الرجال من الفنانين وأخرجوا أنفسهم بإخراج فني مؤنث بدءا من اللباس إلى تسريحة الشعر وإلى حركة الجسد حتى في اللغة حيث تخنثت اللغة عندهم مع ما في لغة الجسد وحركات اليدين والنظرات والابتسامات مما هي صيغ أنثوية تمثلها الفنانون الشباب في اللقاءات معهم وفي أحاديثهم عن أنفسهم على شاشات التلفزيون. 
       وهكذا "تتعزز صورة التأنيث عند الشباب كما عند الشابات، وهي صورة مرسومة رسمة ثقافية محكمة، ولن تكون خيارا فرديا وذوقيا بقدر ما ستكون ضرورة ثقافية اجتماعية لأنها مستوحاة عبر الفرض الإعلامي، وكما كانت الصورة المؤنثة مرسومة شعريا في القديم حسب نسق ثقافي مقرر، فان التأنيث يتعرض لرسم ثقافي نسقي يترسخ عبر الصورة ويتم تعميمه حتى يصبح فرضا وقانونا لا يمكن تغافله. وما السلوك إلا انعكاس لنوع العقل وطريقة التفكير, فكل إناء بما فيه ينضح.
حصاد التخنث:
       إن تخنث العقل وإثارة العاطفة أمر بالغ الخطورة, فهو يساهم في تحرير التيار الانفعالي والعاطفي العام, والذي لا يستطيع أحد أن يتنبأ بصورة يقينية بمساره, وهذا أشبه بثورة تقودها عصابة من المجانين بسبب تغييب العقل"[1].
       العقل المخنث هو النوع الثاني من أنواع كثيرة أفرزتها الآلة الإعلامية الواسعة الانتشار، والسريعة التأثير... وسنواصل مع الأنواع الأخرى في المقالات القادمة إن شاء الله تعالى.




[1]- جمال زاوي: محرك المنظومة القيمية في ظل الاحتلال الإعلامي –مقاربة تحليلية، مجلة الأكاديمية للدراسات الاجتماعية والاتصالية، العدد 19، جانفي، 2018، ص: 204.

الدكتور جمال زاوي

الدكتور جمال زاوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.